ملحوظة: لقد تم إغلاق باب التبادل الإعلانى البنرى حتى إشعار آخر .
مدونة مدون
مدونة مدون
السبت، 8 يونيو 2013
9:06 ص

المدن العتيقة وإعادة التهيئة "نموذج مدينة فاس"


تقديم عام 

ياسين فجي

تعتز كل أمة بتراثها الحضاري ويعد التراث العمراني أحد الجوانب المهمة لذلك التراث لما يبرزه من صور أصيلة، ولكونه ترجمة صادقة لكل ما وصلت إليه الأمم المتقدمة في مجالات الحياة المختلفة، وبلادنا غنية بتراث العمراني أصيل ينشر بمختلف المناطق، يبرز جوانب حضارية من التاريخ العربي الإسلامي في الوقت نفسه يعكس الشخصية الذاتية والهوية العمرانية للكل مدينة.
والمحافظة على التراث العمراني الذي أقامه الأجداد والآباء مطلب وطني ولمسة وفاء تجسد استمرارية إسهام أبناء الوطن في بنائه جيل بعد جيل
ومع كل ما نوليه لتراثنا العمراني وعمارتنا التقليدية، إلا أن الانفتاح الاقتصادي الذي انعكس أثره على جميع مجالات الحياة ومنها المجال العمراني الذي شهد نموا سريعا غلب عليه إلى حد كبير أنماط عمرانية مستوردة التي ساهم فيها المستعمر بشكل كبير، وتبرز أهمية الجانب العمراني في جوانب عدة أهمها الجانب الحضاري والجانب العلمي والجانب السياحي.
ويبرز الجانب الحصاري في كون المباني التقليدية بليغة في ترجمتها للتقاليد المحلية ولتعليم الدين الإسلامي، ويمكن ملاحظة الجانب العلمي للتراث العمراني من خلال ما شكله الاستقرار والقياس بوصفها أحد الأساليب العلمية في مجال علوم العمران وتشكل النماذج التاريخية أحد أهم مصادر المعرفة والقياس، ولا يمكن لامو تبحث عن الاستمرارية الحضارية أن تستند كلها إلى نماذج دخيلة وتهمل نماذج أصيلة لديها
 إن التراث العمراني يضم بين ثناياه كثير من الأسس والمبادئ التي لابد من الوقوف عندها واستقرائها والقياس عليها، للمساعدة في تطوير بيئاتها العمرانية المعاصرة على مستوى المدن والتخطيط العمراني وعلى مستوى مفردات العمران كالمساجد والنازل والأسواق. كما يشكل الثراث الثقافي العمراني عنصر جذب سياحي مهما ليس للإطلاع كصورة من صور الماضي، وإنما لقدرته على بعض الأنشطة التي فقدتها المدن الحديثة يحن إلها كثيرون ، ولكن أصبحت المناطق القديمة مكملا لحلقة الإطلاع والترفيه والتنزه في المدن الحديثة.
ساهم النمو الديموغرافي والهجرة القروية في إحداث تغيرات سوسيو اقتصادية وثقافية على مستوى صيرورة التوسع الحضري الشيء الذي نتج عنه تغيرات جذرية على مستوى التنظيم الاجتماعي والمجالي للتكتلات الحضرية بالمغرب. وقد أعطت السلطات الحكومية في بلادنا الانطلاقة لعدة ورشات كبرى في إطار الأولويات الوطنية، بهدف تنمية قطاع الإسكان والتعمير وتتمثل خصوصا في : تمويل السكن الاجتماعي، برامج مدن بدون صفيح وبرامج المدن الجديدة. ويأتي البرنامج الوطني للتدخل في الأنسجة العتيقة لتقويم النتائج السلبية التي تزداد خطورة يوما بعد يوم في المجالات الحضرية،
ويأتي هذا التدخل في المدن اللعتيقة لمكوناتها الهوية والثقافية المغربية، بالإضافة إلى أنها تشكل نسبة 10% من الرصيد لعقاري، كما يقطنا حوالي 5 ملايين ساكن[1]، كما تحتوي على عدد مهم من الوحدات الإنتاجية وخصوصا التقليدية منها. وغلبا ما كانت موضوع لعمليات إعادة الاعتبار لبنياتها التحتية وعمليات ترميم بنياتها الأثرية ولعمليات استعجالية لإنقاذ البنيات الأيلة للنهيار وغير ذلك، إلا أنها نادرا ماتستقيد من برنامج شامل ومندمج لعمليات إعادة الإعتبار للوحدات السكنية التي تشكل أغب هذه الأنسجة.
هذه الأنسجة هي عبارة عن مدن ومراكرز قروية تاريخية وقصبات و قصور، يرجع تارخها الى فترة الحماية الفرنسية والإسبانية، منها مدينة فاس موضوع دراستهنا في هذا العرض.


[1] المملكة المغريبة ،وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية " الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة(مشروع)" المجلس والوطني للإسكان، ص، 5.


1.           المدن العتيق مراحل النشأة


1.1   1.1.نشأة المدينة الإسلامية


 بدأت نشأة المدينة الإسلامية من "يثرب " بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليها التي تحول إسمها إلى  " مدينة " بمفهوم حضاري واضح[1]، بعد الهجرة حدث تغيير واضح، سعى إلى تحقيقه الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أساسه الدعوة إلى الإسلام، ذلك الدين الذي بدأت في ضوء قيمه وتعاليمه عملية تهيئة المجتمع الاسلامي الجديد لحياة حضارية تلازمت تماما مع اهتمامه بالكيان المادي للمدينة فأدى ذلك تدريجيا الى تكامل المراكز الحضارية الاسلامية وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى يثرب، بدأت تتغير معالمها العمرانية تغيرا جمع شتاتها ووحد كيانها وجعلها مركزا حضاريا متكاملا يتناسب وذلك التغير الذي طرأ على مجتمعها الاسلامي الجديد الذي بدأ يستجيب للتشكيل الحضاري الجديد الذي يدعو اليه الاسلام[2].
  فالمدينة الاسلامية صاغت من كل الامم التي اعتنقت الاسلام، مجتمعا جديدا ذابت فيه المجتمعات القبلية تحددت تدريجيا معايير وتوجهات قائمة فيه على المنهج الحياتي، الذي حدده الاسلام وصارت مبادؤها و قيمها مع مرور الايام نوعا من العرف العام، له وظيفة القانون صار تطبيقه سلوكا عاما يلتزم به المسلمون حيث كانوا في هذا الاطار المادي الذي اخذ شكلا خاصًا يطلق عليه المدينة الاسلامية .

1.2                  2.1. تصنيف المدن الاسلامية:

أسس العرب المسلمون الكثير من المدن الاسلامية الجديدة منذ هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة المنورة .وصنفت هذه المدن الاسلامية تبعا لوظائفها وقت تأسيسها والأهداف التى أنشئت من أجلها، فمنها ما بدأ على هيئة معسكرات حربية ثم تطور إلى هيئة مدينة كالبصرة والكوفة والفسطاط والقيروان، ومنها ما اتخذ لأغراض إدارية كواسط، ومنها ما انشئ كعواصم أو حواضر للدول المتتابعة كبغداد والقاهرة وفاس وغيرها، ومنها ما كانت فى بداية مناطق ارتكاز تحصينية للدفاع، وبمرور الزمن غلب عليها الطابع المدنى وتحولت إلى مدن كالرباط[3]، ويمكن تصنيف هذه المدن كتالي:
المدن الاميرية :نشأت هذه المدن نتيجة ازدياد النفوذ السياسي او القوة السياسية انشأها الحكام لكي تعبر عن السلطة السياسية للدولة بتأسيس عاصمة جديدة خاصة بها ،كمدينة بغداد التي اسسها العباسيون.
المدن المحصنة : تأسست هذه المدن كقلاع على الحدود أو داخل البلاد لتأكيد نفوذ الدولة الاسلامية وحماية حدودها، وكان اصل هذه القلاع مواقع عسكرية او حاميات على الحدود، وقد نمت وبرزت إلى الوجود كمدن محصنة، وأصبحت نويٌات لمدن مهمة جدا مثل الرباط في المغرب والمنستير في تونس .
مدن المراقد المقدسة : تعبر مدن المراقد المقدسة تعبيرا صادقا عن جوهر الاسلام وتعاليمه ومفاهيمه، وقد تمثلت فيها جميع خصائص المدينة الاسلامية في تخطيطها الذي انسجم مع مبادئ الدين.
من خلال ما سبق يمكن القول أن  المدينة الاسلامية ليست فقط التي بناها المسلمون او المدن الملكية التي بناها الأمراء مقرا للحكم والسكن، ولكنها الوحدة الحضارية التي نشأت و تطورت فيها الحضارة العربية الاسلامية بمركزها ومؤسساتها، وبطرائق البناء والعمران، وعاداتها في المأكل والملبس والأعياد الدينية والتقاليد. فكلمة المدينة الاسلامية تعالج معنى اوسع من مدينة المسلمين، فالمدينة الاسلامية صاغت من كل الامم التي اعتنقت الاسلام مجتمعا جديدا ذابت فيه المجتمعات القبلية وتحددت تدريجيا معايير وتوجهات قائمة على المنهج الحياتي الذي حدده الاسلام وصارت مبادئها وقيمها مع مرور الايام نوعا من العرف العام له وظيفة القانون والزاميته صار تطبيقه سلوكا عاما يلتزم به المسلمون حيث كانوا ،في هذا الاطار المادي الذي أخذ شكلا خاصًا يطلق عليه المدينة الاسلامية .

1.3                  3.1. تخطيط المدينة العتيقة

تأثر تخطيط المدينة والمعمار الإسلامي بعوامل ومؤثرات كثيرة شكلت هيكل المدينة والعناصر المعمارية ومن أهم هذه العوامل الآتي[4]:
·                البواعث الدينية والنظم السياسية والاجتماعية و التشريعية التى أوجدها الإسلام، ومفهوم كل شعب منها؛
·       فنون الأمم العربية التى استوطنت أطراف الجزيرة و مجاورتها للأمم المتمدنة،و تأثير فنون هذه الأمم على فنون العرب و العمارة قبل الإسلام؛
·       تأثير بقايا الحضارات السابقة فى الأقاليم و البلاد المختلفة على العمارة الإسلامية مثل ظهور الطراز المعمارى الأول فى سوريا حيث أقام الأمويون دولتهم، فتأثرت عمارتها بعمارة الفنالبيزنطى، وفى بغداد حيث ظهرت الدولة العباسية، فتغيرت أساليب العمارة و غلبت الأساليب الفارسية على عناصر العمارة الإسلامية؛
·       الاقتباس من فنون الأمم الأخرى التى أصبحت تحت حكم العرب مع صبغها بالروح الإسلامية وبقاء صبغها محليا، واستخدام الصناع من مختلف البلاد وتأثير مهارتهم على الفنون الإسلامية تعدد مواد البناء وتنوعها فى مختلف الأقاليم؛
·       اختلاف الطقس والمناخ، معتدل على سواحل البحر الأبيض المتوسط غزير الأمطار فى الشتاء شديد الحرارة ومشمس، وأمطار نادرة فى معظم أنحاء البلدان العربيةفى الأندلس أمطار غزيرة وثلج فى الشمال وفى بعض المناطق الجبلية.



[1] عثمان ،) محمد عبد الستار)، 1988 "المدينة الاسلامية" ، سلسلة عالم المعرفة ،الكويت ص ،51.
[2] مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، تخطيط وعمارة المدينة الإسلامية مدينة دمشق القديمة " نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور الإسلامي" مجلة كلية التربية / وسط، العدد الحادية عشر،  ص 4.
  [3] مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، " نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور الإسلامي" مجلة كلية التربية / وسط، العدد الحادية عشر،  ص،  5.
[4] مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، مرجع نفسه، ص 9.
 











1.1                  خريطة 1 مدينة دمشق القديمة

المصدر: مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، تخطيط وعمارة المدينة الإسلامية مدينة دمشق القديمة " نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور الإسلامي" مجلة كلية التربية / وسط، العدد الحادية عشر،  ص، 13.
نلاحظ في الخريط التي تمثل مدينة دمشق القديمة: أن هذه المدينة محاطة بسور تخترقه ثمانية أبواب، كل باب له إسمه الخاص ("باب شرقي" موضعه في إتجاه الشرق بالنسبة للمدينة)، وبجانب هذا السور من الجهة الشمالية مجرى مائي وذلك من أجل تسهيل عملية تحصين المدينة، كما يقع في وسطة المدينة الجامع الأموي، كما تخرق هذه المدينة شبكة من الطرق والشوارع والأزقة، بالإضافة الي وجود مساحات خضراء.

1.2                  4.1. معايير تخطيط المدن عند المسلمين

ومن أهم المعايير الجديدة التى استحدثها الإسلام فى عمارة المدن[1]:
المسجد ومركز الحكم و الأمارة يمثل مركز المدينة و جميع الطرق الرئيسة فى المدينة تصل بين المناطق السكنية ومركزها المتضمن المسجد أو الجامع وقصر الأمارة والسوق الرئيس بالمدينة؛
دور الطبقة الغنية من السكان التي تقع على امتداد الطرق الرئيسة وتمتاز بسعة مساحتها وتعدد غرفها، بينما تقع أحياء الطبقة الفقيرة من السكان خلف الأحياء السكنية للطبقة الغنية وهي ذات مساكن صغيرة المساحة على جانبي أزقة طويلة ملتوية؛
التدرج فى الشوارع فنجد الشارع الأعظم فى البصرة بالعراق 40 ذراعا و 20 ذراعا لغيره، أما الأزقة أو الدروب فقد حددت ب 7 ذراع[2] و هذا المقياس .قد ارتبط تحديد مقاييس الطرقات وتدرجاتها بعوامل مختلفة منها ما هو مستقل أصلا بنظام تخطيط المدينة و منها ما هو مرتبط بطبيعة الموقع و المناخ وطريقة ونوعية الارتفاق،
 نظام الأسواق التخصصى: بحيث نجد أسواق الحدادة - العطارةالنجارةالصناعات التقليدية، تعدد مرافق المدينة فى المدة الإسلامية الأولى من حمامات ومدارس و زوايا ومستشفيات وخانات،
الأسوار: وتحاط أغلب المدن بأسوار وخنادق لتحميها من هجمات القبائل المتجولة وأطماع الحكام المجاورين لمنطقة؛
 الضواحي وتقع خارج السور حيث تتواجد الحقول الزراعية والمراعي التي تحتضن القرى كمراكز للاستيطان؛
النظام الاداري : المتميز فى المدينة الإسلامية حيث يوجد نظام الحسبة والمحتسب وهو جهاز يختص بالشئون الحضرية ومتابعة الجوانب التخطيطية للمدينة مثل المحافظة على الطرقات واتساعها، ونظافة الشوارع، ومراقبة المبانى وارتفاعها، وعدم الإطلال على الجار، وتفادى أخطار النشاط الحرفى على المارة هذا بالإضافة لمراقبة الأسواق.
بذلك  أوجدت الديانة الإسلامية العديد من العناصر المعمارية مثل المسجد والمآذن، كما تأثرت بعناصر  معمارية أخرى كالقوس والقبة والعمود... مع تطوير أشكال أخرى متى وصلت العمارة الثمانية والأندلسية إلى مستويات علية من الدقة في البناء والروعة في الإبداع.

5.1.  خصائص التخطيط للمدن الإسلامية

إن العمارة الإسلامية ترتكز على فكرة كون الدين هو المنظم الرئيسي للحياة (حياة الفرد والمجتمع)، فنجد إن المبنى من الداخل يرتبط بالاستعمال الداخلي وهو من حق صاحبه المسلم، أما ماهو خارج المبنى فهو من حق المجتمع الإسلامي الذي تحكمه قيم المساواة والجوار والتكافل كما تحكمه القيم الاقتصادية التي تشكل أساس البنية الاجتماعية للمجتمع، وبعد ذلك تأتي القيم التشكيلية الداخلية والخارجية لاستكمال الصورة الحضارية للمبنى.
وان المظهر الخارجي للعمارة تحدده القيم العامة للمجتمع أما المظهر الداخلي فتحدده القيم الخاصة بأفراد المجتمع. حيث حدد الإسلام علاقة الفرد بالمجتمع فاعتبر ذاتية الفرد في باطنه أما ذاتية المجتمع ففي ظاهره.


2     التدخل في  المدن العتيقة في بــــبــلادنـــــا

تعتبر المدن العتيق في بلادنا تراثا ثمينا، وتمثل أحد ركائز الهوية الثقافية والرمزية للخصوصية  المغربية حضي عدد منها في بتصنيف اليونسكو، وتعود الجاذبية السياحية بشكل أساسي إلى هذه  المدن، تشكل البنية التحتية لتنمية السياحية الثقافية للبلاد، كما تعد هذه المدن رصيدا نفيسا من الهندسة المعمارية لفن البناء والتشييد والترتيب، ففي تنوع أشكالها الهندسية ومواد بنائها يكمن غناها الجمالي، فيها يعكس عبقريتين كونها متلائمة مع وظيقتها وبيئتها المادية والمناخية. في تعتبر مصدرا للإهام ومرتكزا أساسيا للتنمية المستدامة بالنسبة للمغرب.
تضم هذه المدن عدد مهم من المنازل والمرافق دينية و محلات تجارية وحمامات وفوارات أثرية وغرها. كما تحتوي على الأنشطة التقليدية، تقدر الإحصائيات أن ترميمها سوف يوفر مستقبلا حوالى 250000 ألف وحدة سكنية[3]، مما سيخفف من الطلب المتزايد على السكن، وخصوصا الإجتماعي.

2.1                  2.1. الوضعية المدن العتيقة بالمغرب

أما عن حالتها الراهنة فهي تعيش مرحلة حرجة إذ تصل البيانات التي في حالة حرج إلى الى 60%  و 15% في حالت مهدد بالإنهيار، كما أنها تحتوي على كثافة سكانية عالية، مع نقص في التجهيزات بالرغم من انتمائها للمدار الحضري، كما تعاني من نقص في المرافق، كالمدارس والحدائق العامة والإدارات وغيرها من المرافق العمومية، حث تم التعامل معها بنوع من التهميش في إطار برنامج التنمية الحضرية.

2.2                  2.2.  أسباب التدهور المدن العتيقة

تعيش المدن العتيقة في بلادنا حالة من التدهور، تختلف أسبابهما وتتعدد لكن النتيجة واحدة، ولعل أحد أهم الاسباب الحالة المادية للجماعة الحضرية التابعة لهذه المدن يمكن ان نلاحظ ذلك في التقصير بالتدخل من حيث الترميم والمحافظة على جودة التجهيزات الأساسة والبنيات التحتية من قنوات للصرف الصحي وقلة التجهيزات الاجتماعية والتربوية ووسائل النقل كما تعاني من البطلة وضعف مداخيل الصناعة التقليدية، أما على المستوى التقني فهي تعاني من الإهمال ونوع من الهجران لمساكنها، هذا التقصير نلحظه في  البطئ والتراجع المتراكمين في سياسة احتواء هذه الأنسجة وخصوصا فيما يتعلق بالمساكن المتواجدة بداخلها، كما ان العمليات الترميم التي تعرفها هذه الأنسجة من قبل الدولة والجماعات المحلية من أجل تحسين بنيتها التحتية لا تهتم إلا بجانب واحد من الجوانب المرتبطة بإعادة الإعتبار، الشيء الذي يضعف من فعاليتها لإيقاف مسلسل التدهور. هذه العمليات هي في الأصل عبارة عن تدخلات سطحية كترميم  واجهات هذه المدن و المداخل والطرق، قنوات الصرف الصحي، البنيات المهددة بالانهيار وغيرها، دون وضع الإصبع على الجرح، وهو السكن بحد ذاته بمعني أن السكن لم يحض بالإهتمام الكافي من قبل المؤسسات المتبعة.  هذا وبالإضافة إلى ماسبق نجد هذه المدن تعاني من قلة ملائمتها مع وظائفها الجديدة التي أنيطت بها، وبالإضافة إلى الضغط الممارس من قبل تلك الوضائف على بنياتها ومجاريتها الحضرية[4]، كما لايجب أن نغفل نقطة مهمة في تساهم في هذا التدهور وهو ما يصطلح عليه بالوجبة الكرائية القديمة، حيث أن هذه الدور تعرف حالة من التدهور بسبب قلة الصيانة من قبل الأشخاص المكترين لها، كما أنا القاطينون في هذه المدن غالبيتهم من الطبقة الفقيرة، فهم يعاجزون عن مواجهة مصاريف عمليات الترميم أو الصيانة.
 كما أن غالبية هذه البنيات غير محفظة الشيء الذي يعيق تدخل المؤسسات المالية ويحد ويحد من المعاملات العقارية، كما أن بلادنا تعرف شبه انعدام للمقولات المختصة وكذا الخصاص في مجل التكوين، مما يجعل من عميلة لتدخل غير ناجعة، كما أن تأطير عميلة الترميم لا تواكبها مؤسسة مختصة في هذا المجال. إذا كان القطاع العقاري يستفيد من ضريبة الإسمنت و 17% من النفقات الضريبة للبلد[5]، في لم يخصص أي نسبة منها للأنسجة العتيقة، مما يزيد الوضع تأزما على ما هو عليه.


[1] [1] مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، مرجع نفسه، ص 9 و10 بتصرف.
[2] ذراع واحد يساوي تقربا متر واحد
[3] مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، مرجع سبق ذكره ، ص 14.
[4] مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، مرجع سبق ذكره ، ص 14.
[5] مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، مرجع سبق ذكره ، ص15
 





1.1                  2.2. أشكال التدخل وإعادة التهيئة بمدينة فاس العتيقة


1.2                  2.2. مدينة فاس عبر التاريخ

فاس، أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب، تعتبر متحفا مفتوحا ينبض بالتاريخ. يضم جامعة القرويين العريقة وسلسلة من الأسواق التقليدية والفنادق التاريخية. وتقع مدينة فاس في أقصى شمال شرق المملكة المغربية. تشغل الطرق السهلة التي تصل بين ساحل المغرب المطل على المحيط الأطلسي ووسطه. هذه  المدينة هي ثاني أكبر المدن في بلادنا، بعدد سكان يزيد عن 1.9 مليون نسمة وأكثر من المليونين مع حساب المناطق المجاورة) زواغة، بنسودة، عين الله (إحصائيات 2010). تأسست مدينة فاس سنة 808، حيث بنيت النواة الأولى للمدينة على الضفة اليمنى لوادي[1] فاس بحي الأندلسيين، على يد إدريس الثاني الذي جعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب، وتنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة، وفاس الجديد، وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي، والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
وكانت عدوة الأندلسيين محاطة بالأسوار، تخترقها عدة  أبواب[2] ولها مسجد جامع، وفي المدينة القديمة المقابلة قام إدريس الثاني كذلك ببناء سور ومسجد بالإضافة إلى قصر وسوق. وقد عرفت مدينة فاس في هذا العهد انتعاشا اقتصاديا وعمرانيا منقطع النظير لتواجدها في منطقة سهل سايس الخصبة، ولتوفرها على موارد متعددة ومتنوعة ضرورية للبناء كمادتي الخشب والأحجار المتوفرة بغابات ومقالع الأطلس المتوسط القريب، بالإضافة إلى وفرة الملح والطين المستعمل في صناعة الخزف.
في سنة 857  قامت فاطمة الفهرية بتشييد جامع القرويين[3] بالضفة اليسرى لوادي فاس الذي تم توسيعه من طرف يوسف بن تاشفين المرابطي بعد استيلائه على المدينة سنة 1069، كما عمل على توحيد الضفتين داخل سور واحد وساهم في إنعاش الحياة الاقتصادية ببناء الفنادق والحمامات والمطاحن. وبعد حصار دام تسعة أشهر، استولى الموحدون على المدينة سنة 1143. تحت حكم الدولة المرينية، عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي إذ قام أبو يوسف يعقوب ببناء فاس الجديد في سنة 1276 حيث حصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق.
وخلال القرن السابع عشر عرفت فاس بناء حي خاص باليهود سمي بالملاح يعتبر أول  حي من هذا النوع بالمغرب، بعد فترة طويلة من التدهور والتراجع بسبب القلاقل التي عرفتها البلاد، احتل السعديون المدينة سنة 1554. وبالرغم من انتقال عاصمة الحكم إلى مراكش خص السعديون مدينة فاس ببعض المنجزات الضخمة كتشييدهم لأروقة جامع القرويين وعدد من القصور وترميم أسوار المدينة وبناء برجين كبيرين في الجهتين الشمالية والجنوبية للمدينة. ونتيجة للاضطرابات التي عرفتها الدولة السعدية انقسمت فاس إلى مدينتين كما نعرفها حاليا : فاس الجديد وفاس البالي.
وفي سنة 1667، تمكن العلويون من الاستيلاء عليها. بصفة عامة عرفت هذه الحاضرة تحت حكم العلويين إنجاز عدة معالم نذكر منها على الخصوص فندق النجارين ومدرسة الشراطين وقصبة الشراردة الواقعة خارج فاس الجديد وقصر البطحاء.
(هذه المعلومات تم استقاها من موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة  بتصرف على الرابط التالي: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B3 )
هذه المعالم التاريخية التي تشهد على العمق التارخي لمدينة فاس، نظرا للإهمال الذي أصبها وعدم الإهتمام بها عن طريق الترميم، عرفت حالة مزرية، مما أوجب إعادة تهئتها.

1.3                  2. 3. حالة  مدينة فاس العتيقة

إن إحياء وإعادة تأهيل مدينة فاس العتيقة، يستند إلى جملة من الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية اللازمة للتنمية المستدامة ، فالمحافظة على المدن القديمة والتنمية المستدامة يمكن اعتبارهما مكملان لبعضهما ويتمثلان في الاستخدام الأمثل ل لموارد المتاحة. واقتراح التغييرات المناسبة على النسيج العمراني والموروث الثقافي والتطورات التدريجية ،من هذا المنطلق يعتبر الحفاظ و الإحياء العمراني للمدية أمر فرض نفس على طاولة المسؤولين
يندرج مشروع ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية وبرنامج معالجة السكن المهدد بالانهيار بالمدينة العتيقة لفاس٬ في إطار الجهود الحثيثة الرامية إلى تأهيل المظهر المعماري العتيق للعاصمة الروحية للمملكة. و كذا الحفاظ على تراثها التاريخي وتحسين ظروف عيش الساكنة وتمكينها من الخدمات الضرورية، إضافة إلى ترميم وإعادة تأهيل البنايات والتجهيزات العمومية للقرب، وتنشيط الحركة الاقتصادية والرقي بالأماكن السياحية لأحدى المدن الأكثر جذبا بالمملكة.
كما أن البنايات الآيلة للانهيار بمدينة فاس العتيقة توجد في وضعية سيئة٬ وذلك بسبب عوامل متشابكة لها علاقة بالوضعية العمرانية للمدينة العتيقة٬ حيث أن جزءا مهما من بين 4000 بناية يعتبر من البنايات التي تحتاج إلى الصيانة٬ بينما يشكل عدد كبير من الدور المهدمة في الأصل دورا انهارت منذ فترة طويلة٬ جزءا من نسيج عمراني تاريخي ظل يوجد منذ عشرات السنين٬ علما بأن أغلب المباني في مدينة فاس العتيقة ٬التي يبلغ تعداد ساكنتها أكثر من 160ألف نسمة٬ يعود تاريخها إلى أزيد من 12 قرنا[4].
ويعتمد برنامج ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية وبرنامج معالجة السكن المهدد بالانهيار بالمدينة العتيقة لفاس على استراتيجية شاملة للتنمية المحلية تستحضر مختلف المجالات السوسيو- اقتصادية والثقافية والعمرانية٬ وذلك وفق تصور يراعي الأولوية في تلبية الاحتياجات الحقيقية للسكان وتوعيتهم بالانخراط في مسلسل تنمية مدينتهم وترشيد استغلال الموارد المحلية المتوفرة٬ انطلاقا من جعل التشارك أحسن وسيلة لتحقيق الأهداف المنشودة.


[1] قرب المدينة من ماء (سهل سايس يتميز بينابيعه الكثيرة تتجمع وتتحد لتغذي نهر فاس أو على الأصح أنهار فاس يضاف إلى ذلك الينابيع التي تتفجر من العدوات الشديدة الانحدار التي حفرها نهر فاس مسيلا له. وتمتد بمدينة فاس قنوات المياه مثل الشرايين لتصل إلى كل مسجد ومدرسة وبيت، ويتفجر فيها عيون نهر سبو وروافده.)
[3] بني سنة 857م من طرف فاطمة الفهرية، وقد أضيفت إليه الصومعة من طرف الأمراء الزناتيين سنة 956م. يعود معظم تصميم المسجد إلى الفترة المرابطية (القرن 12) التي شهدت أيضا بناء القباب الجبسية المنتشرة بالبلاط المحوري لقاعة الصلاة (وضع المنبر). في حين شهد المسجد عدة إضافات في الفترات الموالية خاصة خزانة الجامع وبيت الوضوء.
[4] موقع الإلكتروني المنارة، تاريخ ولوج الموقع 17/05/2013
http://www.menara.ma/ar/2013/03/04
  




2.4.  برامج إعادة تهيئة مدينة فاس العتيقة

تعتبر وكالة إنقاذ مدينة فاس التي تأسست سنة 1981 على يدي الملك الراحل الحسن الثاني، أول عميلة حقيقية في ميدان ردا الإعتبار للأنسجة العتيقة، هذه الوكالة تتمتع بالإستقلال المالي، تتدل هذه الوكالة في هذه المدن في شكل، مسعدات مالية وتنظيمية وتقنية و كذلك تراقب ضمان استدامة العمليات المنجزة على أرض الواقع، وفي الجانب المؤسساتي والتكويني والتحسيسي[1].
برنامج تأهيل المدينة العتيقة فتتضمن تهيئة واد الجواهر ورد الاعتبار إليه بكلفة 29 مليون درهم، ويهدف هذا المشروع ، الذي من المنتظر أن تنتهي الأشغال به سنة 2011 ، إلى تحسين جمالية المدينة العتيقة وتعزيز القوة الاقتصادية بها وتقوية نسيجها العمراني وتنمية الأنشطة الثقافية والسياحية والحفاظ على البيئة[2].

1.1                  خريطة 2 :تهيئة ممرات سياحية المدينة العتيفة

المصدر: مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، ص، 17.
إعادة تهيئة المدينة العتيقة لفاس وذلك من أجل الحفاظ على عراقة المدينة، وكذلك تقوية القطاع السياحي بهذه المدينة، كما أن هذه المدية تعد العاصمة العلمية للبلاد، وكذا رد الاعتبار لها بالنظر للدور الذي لعبه في تاريخ البلاد من كونها كانت وإلى بداية القرن العشرين العاصمة السياسية للبلاد، وشملة عميلة ترميم المدينة عدة معلم تاريخية لعل أبرزها مدرسة العطارين جامعة القرويين، المدرسة البعنانية، الكنيسة اليهودية والبرج الشمالي بالإضافة إلى الأسوار القديمة المحيطة بالمدينة العتيقة، سيتم إعادة تأهيل الدور الآيلة لسقوط، وكذلك تعزيز وتقوية التجهيزات الأساسة كالطرق والفضائات والطرق العمومية، لكن وبالنظر إلى الضغط الديموغرافي وضغف التمويل، تحول دون تحقيق الكامل لهذا المشروع الكبير.

1.2                  جدول 1 : برنامج تأهيل المدينة العتيق فاس

تدعيم البنيات التحتية المهددة بالإهيار RESTR
رد الإعتبار للمثلث التاريخي RHABA
     معطيات المشروع
المساحة
200 هكتار
المساحة
30  هكتار
الكلفة
27,01 مليون درهم
الكلفة
24 مليون درهم
عدد مالساكن
250
عدد الوحدات
---
المصدر: "الأطلس الجهوي لإنجازات الإسكان والتعمير والتنمية المجالية" حصيلة إنجازات الإسكان والتعمير والتنمية المجالية لسنة 2009 وتوقعات برنامج العمل لسنة 2011 جهة  فاس بولمان، ص 9، بتصرف.
وسيتم تمويل مشروع تهيئة مدخل الرصيف (18 مليون و 800 ألف درهم) من طرف وزارة الداخلية بشراكة مع الجماعة الحضرية لمدينة فاس، وتتضمن الاشغال به تسهيل الولوج إلى المدينة العتيقة وخلق فضاء متجدد داخلها وإنعاش النشاط التجاري وإعادة تنظيم حركة السير.
كما تتضمن هذه الأشغال تهيئة ساحات الرصيف وسيدي عبد القادر الفاسي والمخفية، وتحسين الواجهات على مستوى سيدي العواد، وتهيئة مواقف حافلات النقل والحضري ومواقف السيارات.

خريطة 3 : رد الإعتبار لحي أزليتين بمدينة فاس

المصدر: مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، ص، 19.
إن إعادة تأهيل معالم الأثرية للمدينة العتيقة، ومعالجة مساكن المساكن المهددة بالانهيار أمر ضروري، بالنظر إلى لظروف إنسانية  كونها أصبحت تشكل  خطرا على ساكنها، وكذا لمضاعة إشعاعها الحضاري وجاذبيتها السياحية والحفاظ عالى مكانها العالمية، وفي هذا الإطار فقد استفادة المدينة العتيقة لفاس من عدة برامج، خلال السنوات الأخيرة، كما تم إعطاء انطلاقة مشاريع جديدة تمتد إلى غاية سنة 2017.

1.3                  جدول 2 : برنامج  إعادة وتأهيل بناية ذات قيمة تاريخية

الكلفة الإجمالية

المشاركون

برنامج المشروع

285,5 مليون درهم

-        وزارة الثقافة

-        وزارة الداخلية

-        وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

-        وزراة السكنى والتعمير وسياسة المدينة

-        وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس

إعادة وتأهيل 27 بناية ذات قيمة تاريخية عالية

-        خمس مدارس ( المحمدية،الصهريج، المصبحية، الباعين، الصفارين والصباغين)؛
-        أربع أبراج ( سدي بنافع، النفارة، بوطويول والكوكب)؛
-        ثلاثة فنادق ( عشيش، الكتانين، والصاغة)؛
-        ثلاثة دور لدباغة سورية ( عين زليطن، سدي موسى ودار البغشوار)؛
-        صورين (من باب مكينة إلى باب شمس، وصور من جنان الدرادر إلى باب جنفور وباب جديد)؛
-        قنطرتين ( الخرشفين والطرافين)؛
-        8 بنيات مختلفة.
المصدر: الجماعة الحضرية لفاس


[1] مشروع الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة، مرجع سبق ذكره ، ص، ص 16- 17 بتصرف.





[1] الموقع الإلكتروني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية – بتصرف-  http://www.indh.gov.ma/ar/activ_royale066.asp
[2] الموقع الإلكتروني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية – بتصرف-  http://www.indh.gov.ma/ar/activ_royale066.asp
  

                  خــــــلاصــــــــــة

    إن إحياء التراث العمراني و المعماري لا يقوم على الحلول المستوردة التي جسدتها أفكار المذاهب الحديثة في العمارة و التعمير، والتي جاءت في شكل نماذج قائمة تصور طبيعي بيولوجي وآلي للإنسان ومحيطه العمراني. ومن هنا أهملت هذا الأخير في أبعاده الثقافية والإجتماعية والإقتصادية و الروحية. كما أن الإحياء لا يقوم على أفكار مفعمة بالحنين والعواطف والتي تحاول جاهدة إطالة عمر النسيج العمراني أو العنصر المعماري قدر الإمكان. إن الإحياء الحقيقي وكما نراه يقوم على التصوير حقيقي لإنتاج المجال العمراني والمعماري والمحافظة على ما هو قائم منه يتأقلم مع المشروع العمراني القائم حاليا، و المتمثل  برانامج تأهيل المدينة العتيق فاس كبرنامج  إعادة وتأهيل بناية ذات قيمة تاريخية و برنامج التدخل لمعالجة البنايات المهددة بالإنهيار.

غير أن صعوبات تعترض وكالة التنمية وإنقاذ فاس عند تنفيذ هذه  البرامج ومعالجة البنايات المهددة بالانهيار من بينها الوضعية المالية المعقدة والمراجع القانونية التي تسهل معالجة البناء المهدد والكلفة المرتفعة، كما تصادف البرامج الإنقاذ مشاكل أخرى مرتبطة بالمواد المستعملة في البناء التقليدي والدراسات وتعقد تركيبة نظام الملكية ،وغياب بنيات استقبال المعنيين بالإصلاح واستمرار اظواهر السالفة وخاصة الاكتظاظ الذي تعرفه المدينة العتيقة وفاس الجديد.




1.2                  قائمة للمراجع المعتمدة في إنجاز هذا العرض

-       المملكة المغريبة ،وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية " الإستراتيجية الوطنية للتدخل في الأنسجة العتيقة(مشروع)" المجلس والوطني للإسكان،48 صفحة.
-       مياد (عبد المالك محمد صبري)  2011، تخطيط وعمارة المدينة الإسلامية مدينة دمشق القديمة " نموذج حضري لقمة التعايش في المنظور الإسلامي" مجلة كلية التربية / وسط، العدد الحادية عشر، 21 صفحة.
-       عثمان ،( محمد عبد الستار)، 1988 "المدينة الاسلامية" ، سلسلة عالم المعرفة ،الكويت، 120 صفحة.
-       "الأطلس الجهوي لإنجازات الإسكان والتعمير والتنمية المجالية" حصيلة إنجازات الإسكان والتعمير والتنمية المجالية لسنة 2009 وتوقعات برنامج العمل لسنة 2011 جهة  فاس بولمان، 24 صفحة.
-       الجماعة الحضرية لمدينة فاس.
المواقع الإلكترونية " تاريخ ولوج الموقع 17/05/2013"
-       ويكيبيديا الموسوعة الحرة   http://ar.wikipedia.org
-       الإلكتروني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية http://www.indh.gov.ma/ar/activ_royale066.asp
-       موقع الإلكتروني المنارة،  http://www.menara.ma/ar/

جديد : الأن يمكنك التحرك بسلاسة بين المواضيع السابقة واللاحقة عبر (الكيبورد) بالضغط على الزر الأيمن والأيسر

1 التعليقات:

  1. موضوعات في المستوى ،اتمنى لك مزيد من التوفيق ,

    ردحذف